توجه باحثو منظمة العفو الدولية ومشروع علم العمارة الجنائية إلى تركيا للقاء مجموعة من الناجين من سجن صيدنايا، وهو السجن الذي لم يتمكن أحد من الصحفيين أو جماعات رصد انتهاكات حقوق الإنسان من زيارته طوال السنوات الماضية، والتحدث مع السجناء فيه. وعليه، فلقد كانت هذه فرصة سانحة كي نسرد قصصهم.

واضطُررنا في ضوء عدم توفر صور لسجن صيدنايا إلى الاعتماد على ذكريات الناجين من أجل إعادة تركيب تفاصيل الأحداث داخله. وقمنا باستخدام النماذج المعمارية والصوتية المحوسبة من أجل مساعدة الشهود على إعادة تخيل التصميم المعماري لمباني السجن وتفاصيل تجاربهم التي مروا بها في الحجز.

وقام فريق البحث في مشروع علم العمارة الجنائية في كلية جولد سميث التابعة لجامعة لندن، بتصميم أساليب المقابلات، وبالتشاور مع وحدة علم النفس الجنائي في الجامعة.

1. إجراءات ما قبل المقابلات

قبل التحدث الى الناجين، صمم فريق المشروع نموذج حاسوبي ثلاثي الأبعاد لسجن صيدنايا، وذلك بالاعتماد على نصوص المقابلات التي أجراها باحثو منظمة العفو الدولية خلال الفترة ما بين ديسمبر/ كانون الأول 2015 وفبراير/ شباط 2016، وصور الأقمار الصناعية الملتقطة لمبنى السجن.

2. المقابلات

أجرت منظمة العفو الدولية، ومشروع علم العمارة الجنائية في إبريل/ نيسان 2016، مقابلات في اسطنبول مع خمسة من المعتقلين السابقين في سجن صيدنايا. وبدأ الحديث مع كل واحد منهم من خلال توضيح طريقة إجراء المقابلة والتكنولوجيا المستخدمة فيها، مع التأكيد لهم على أنه بوسعهم عدم المتابعة والتوقف متى شاؤوا.

3. تصميم النماذج (الحاسوبية) الثلاثية الأبعاد

زود الشهود أحد خبراء العمارة بوصفٍ للزنازين وغيرها من أقسام السجن، بما في ذلك السلالم والأبواب المتحركة والنوافذ، بغية إدخال معلوماتها إلى برمجية خاصة بتصميم النماذج الثلاثية الأبعاد. وتمت مقارنة النماذج الحاسوبية الجديدة بالنسخة التي تم إعدادها قبل إجراء المقابلات. وساعد الشهود أفراد الفريق على تصويب الأخطاء في التصميم وتعديل التفاصيل المعمارية المتعلقة بمساحاته وأقسامه.

4. الأشياء

طلبنا من الشهود أيضاً أن يختاروا الأشياء التي لا يزالوا يذكرون وجودها في السجن، مثل البطانيات والأواني والأثاث وأدوات التعذيب، من مكتبة افتراضية تضم أشياء وأدواتٍ مماثلة، جرى إعدادها مسبقاً بناء على مقابلات سابقة. وتسنى لنا أن نصمم نماذج للأشياء أو الأدوات التي لم تكن مدرجة في المكتبة، قبل أن يقوم الشهود بتحديد مواضعها على النموذج المصمم للسجن، وفق ما يذكرونه من الأحداث التي وقعت داخل السجن.

5. مشاركون نشطون

شارك الشهود بنشاط في إعداد النموذج، الأمر الذي ساعدهم على استرجاع ذكريات أخرى متعلقة بتجاربهم داخل السجن. واستحضر الشهود المزيد من مكونات الصورة المتعلقة بحياتهم في الحجز، بعد أن طلبنا منهم أن يحددوا عبر التصميم الافتراضي قياسات الغرف وأبعادها، ومواقع النوافذ والأبواب ومواضع الأشياء والأدوات.

6. "إفادات الشهود السمعية"

طوّر سجناء صيدنايا إحساساً دقيقاً بالصوت في ضوء محدودية ما كان يُسمح لهم بمشاهدته بالعين المجردة. وكادت بيئة السجن أن تكون معدومة الإنارة الطبيعية، لا سيما مع إجبار المحتجزين على تغطية أعينهم بأيديهم كلما دخل أحد الحراس الى غرفهم. وعلاوة على ذلك، فلقد كان من المحظور على السجناء أن يتحدثوا، ما جعلهم أكثر إدراكاً لطبيعة كل صوت مهما كان خافتاً. وبغية استعادة هذه الذكريات السمعية، طورنا أساليب تسترجع ما يُعرف "بإفادات الشهود السمعية"، وتعيد بناء تفاصيل عمارة السجن عن طريق الصوت:

  1. استمع الشهود إلى درجات مختلفة من مستوى الصوت، ثم طُلب منهم أن يطابقوا ما بين تلك الدرجات ومستوى صوت حوادث معينة وقعت داخل السجن.
  2. استخدمنا طريقة "تحديد خصائص الصدى" لمعرفة أحجام الحيز المكاني من قبيل الزنازين والسلالم والممرات، وذلك من خلال اختبار درجات مختلفة من مستويات ارتداد الصدى، وطلبنا من الشهود أن يقوموا بمطابقتها مع الأصوات التي لا يزالون يتذكرون سماعها داخل السجن.
  3. واستخدمنا أيضا "الأدوات الصوتية" بغية محاكاة الأصوات داخل السجن كأصوات الأبواب والأقفال ووقع الخطوات، وهو ما ساعد الشهود على استعادة المزيد من الذكريات الصوتية.

7. التناقضات

قمنا بمطابقة فرادى الإفادات المكانية والسمعية من أجل إعداد نموذج كلي لمبنى السجن، وحرصنا بعناية على حل الإشكاليات الناجمة عن التناقض بين الروايات، وأعددنا قائمة بالأخطاء بما أنها تعكس التجارب الذاتية لكل محتجز من المحتجزين وطبيعة الصدمة النفسية التي تعرض لها.

ضعوا حداً للرعب في سجون سوريا

يجب على الحكومة السورية أن تسمح لمراقبين مستقلين بالتحقيق الآن في الفظاعات التي تشهدها مراكز الاعتقال.

منذ عام 2011، لقي آلاف من المعتقلين حتفهم في السجون السورية بسبب التعذيب، كما عانى عشرات الآلاف تعذيباً مروعاً. لقد تعرض المحتجزون إلى ضرب مبرح، واغتصاب، وصدمات كهربائية، والكثير من أنواع التعذيب؛ بهدف انتزاع "اعترافات" قسرية منهم. فكل شخص يُشتبه في أنه معارض للحكومة السورية، يكون عرضة للخطر.

الأوضاع الوحشية السائدة في مراكز الاحتجاز تفتقر إلى أبسط الشروط الإنسانية اللائقة. فالمحتجزون يتعرضون للموت بسبب الجوع، ولا يحصلون على الخدمات الصحية الأساسية. كما يموتون بسبب الالتهابات الناجمة عن الجراح التي يُصابون بها، وبسبب الأظافر الطويلة التي تنمو في أصابعهم. إنهم يعانون مشكلات صحية عقلية حادة بسبب الاكتظاظ ونقص التعرض لأشعة الشمس.

ابعثوا برسالة إلكترونية تحثوا فيها روسيا والولايات المتحدة على استخدام نفوذهما في العالم، وضمان السماح لمراقبين مستقلين بالتحقيق في طبيعة الأوضاع السائدة في السجون السورية، والتي يتعرض فيها المعتقلون إلى التعذيب.

السادة قادة المجموعة الدولية لدعم سوريا
تحية طيبة وبعد ...

أكتب إليكم استجابة للتقارير المتواترة التي تصدرها المنظمات المعنية بحقوق الإنسان بشأن أوضاع السجون والمعتقلات في سوريا، ولاسيما منظمة العفو الدولية، والتي تُوَّثق استخدام التعذيب على نطاق واسع وأنواع أخرى من سوء المعاملة والأوضاع السيئة التي تقود إلى موت المعتقلين.

منذ بدء الأزمة في عام 2011، تعرض عشرات الآلاف من السوريين إلى الاعتقال التعسفي والاختفاء القسري على يد السلطات. وذكرت التقارير بأن آلافاً من المعتقلين ماتوا خلال الاحتجاز نتيجة لذلك.

هذه الممارسات تنتهك بكل وضوح القانون الدولي، وبنود قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 2139. وفي عدة حالات، تشكل جرائم حرب. وترقى هذه الممارسات أيضاً إلى جرائم ضد الإنسانية بسبب اتساع نطاقها، واعتدائها الممنهج على السكان المدنيين.

ولهذا السبب، أدعوكم لاستخدام نفوذكم في المجموعة الدولية لدعم سوريا من أجل السماح لمراقبين مستقلين، بشكل عاجل، بالتحقيق في الأوضاع السائدة في مراكز الاعتقال التي تديرها الحكومة السورية أو أجهزتها الأمنية. ويجب أيضا أن يسمح لهم بالاتصال، بدون قيد أو شرط، بالمعتقلين الذين حُرموا من حرياتهم.

أحثكم أيضاً على استخدام نفوذكم لضمان تقديم السلطات السورية معلومات مفصلة بشأن جميع المعتقلين لديها، وإخبار عائلاتهم بخصوص أوضاعهم القانونية وأماكن احتجازهم.

وتفضلوا بقبول فائق الاحترام

"إنه يحطّم انسانيّتك": التعذيب والمرض والموت في سجون سوريا

لقي آلاف الأشخاص حتفهم في السجون السورية منذ العام 2011. وتعرّض عشرات الآلاف من الأشخاص إلى تعذيب مروّع. التقت منظمة العفو الدولية بالناجين وتحدثت إليهم من أجل توثيق الظروف القاسية والمروعة التي مرّوا بها.

تنزيل التقرير
العربية

End the horror in Syrian prisons

The Syrian government must let in independent monitors to investigate Syria’s brutal detention centres, now.

Since 2011, thousands of people have died in custody in Syria’s torture prisons. Tens of thousands more have experienced shocking torture. People have been brutally beaten, raped, given electric shocks and more, often to extract forced “confessions”. Anyone suspected of opposing the Syrian government is at risk. Conditions in these brutal detention centres are sub-human. People are dying from starvation. They’re not getting even the most basic health care, and are dying from infected cuts and ingrown fingernails. They suffer acute mental health problems because of the overcrowding and lack of sunlight.

Send the message below and tell Russia and the U.S. to use their global influence to ensure that independent monitors are allowed in to investigate conditions in Syria’s torture prisons.

Dear Co-chairs of the International Syria Support Group,

I am writing about the ongoing reports by human rights monitoring groups, in particular Amnesty International, that document the widespread use of torture and other ill-treatment and lethal conditions in Syrian detention facilities.

Since the beginning of the crisis in 2011 the Syrian authorities have subjected tens of thousands of people in Syria to arbitrary detention or enforced disappearance. Many of them have been subjected to torture or other ill-treatment in Syria’s detention centres and thousands are reported to have died in custody as a result.

These practices clearly violate international law as well as the provisions of UN Security Council resolution 2139 and in many cases constitute war crimes. Insofar as they are carried out as part of a widespread, as well as systematic attack directed against the civilian population, they also amount to crimes against humanity.

I therefore call on you to use your influence in the International Syria Support Group to urgently ensure that independent detention monitors are allowed to investigate conditions in all detention facilities run by the Syrian government or its security forces. They must also be allowed to speak freely to all people who have been deprived of their liberty.

I urge you also to use your influence to ensure that the Syrian authorities provide detailed information on all those who are held in their custody, and inform the families of those detained about their legal status and whereabouts.

Yours sincerely

English

ضعوا حداً للرعب في سجون سوريا

يجب على الحكومة السورية أن تسمح لمراقبين مستقلين بالتحقيق الآن في الفظاعات التي تشهدها مراكز الاعتقال.

منذ عام 2011، لقي آلاف من المعتقلين حتفهم في السجون السورية بسبب التعذيب، كما عانى عشرات الآلاف تعذيباً مروعاً. لقد تعرض المحتجزون إلى ضرب مبرح، واغتصاب، وصدمات كهربائية، والكثير من أنواع التعذيب؛ بهدف انتزاع "اعترافات" قسرية منهم. فكل شخص يُشتبه في أنه معارض للحكومة السورية، يكون عرضة للخطر.

الأوضاع الوحشية السائدة في مراكز الاحتجاز تفتقر إلى أبسط الشروط الإنسانية اللائقة. فالمحتجزون يتعرضون للموت بسبب الجوع، ولا يحصلون على الخدمات الصحية الأساسية. كما يموتون بسبب الالتهابات الناجمة عن الجراح التي يُصابون بها، وبسبب الأظافر الطويلة التي تنمو في أصابعهم. إنهم يعانون مشكلات صحية عقلية حادة بسبب الاكتظاظ ونقص التعرض لأشعة الشمس.

ابعثوا برسالة إلكترونية تحثوا فيها روسيا والولايات المتحدة على استخدام نفوذهما في العالم، وضمان السماح لمراقبين مستقلين بالتحقيق في طبيعة الأوضاع السائدة في السجون السورية، والتي يتعرض فيها المعتقلون إلى التعذيب.

السادة قادة المجموعة الدولية لدعم سوريا
تحية طيبة وبعد ...

أكتب إليكم استجابة للتقارير المتواترة التي تصدرها المنظمات المعنية بحقوق الإنسان بشأن أوضاع السجون والمعتقلات في سوريا، ولاسيما منظمة العفو الدولية، والتي تُوَّثق استخدام التعذيب على نطاق واسع وأنواع أخرى من سوء المعاملة والأوضاع السيئة التي تقود إلى موت المعتقلين.

منذ بدء الأزمة في عام 2011، تعرض عشرات الآلاف من السوريين إلى الاعتقال التعسفي والاختفاء القسري على يد السلطات. وذكرت التقارير بأن آلافاً من المعتقلين ماتوا خلال الاحتجاز نتيجة لذلك.

هذه الممارسات تنتهك بكل وضوح القانون الدولي، وبنود قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 2139. وفي عدة حالات، تشكل جرائم حرب. وترقى هذه الممارسات أيضاً إلى جرائم ضد الإنسانية بسبب اتساع نطاقها، واعتدائها الممنهج على السكان المدنيين.

ولهذا السبب، أدعوكم لاستخدام نفوذكم في المجموعة الدولية لدعم سوريا من أجل السماح لمراقبين مستقلين، بشكل عاجل، بالتحقيق في الأوضاع السائدة في مراكز الاعتقال التي تديرها الحكومة السورية أو أجهزتها الأمنية. ويجب أيضا أن يسمح لهم بالاتصال، بدون قيد أو شرط، بالمعتقلين الذين حُرموا من حرياتهم.

أحثكم أيضاً على استخدام نفوذكم لضمان تقديم السلطات السورية معلومات مفصلة بشأن جميع المعتقلين لديها، وإخبار عائلاتهم بخصوص أوضاعهم القانونية وأماكن احتجازهم.

وتفضلوا بقبول فائق الاحترام